#شام_اليوم
الغريبان
اجلسْ أمامي لو بقلبٍ منطفىء
من أينَ تنوي يا أنا أنْ نبتدىء
كانتْ حياتي كلَّها
فثقبتُ كأسي دونَ عِلْمِ حبيبتي
لمَّا رأيتُ الكأسَ كادتْ تمتلىء
كانتْ يدي في شعرها
مثلَ الحكايةِ حلوةً
لمَّا على كتفِ الوشايةِ تتكىء
فأرى النعاسَ على الجفونِ كأنَّهُ
طيرٌ يرفرفُ حائرًا
في أيِّ جفنٍ يختبىء
وأمرُّ بي
مرَّ الغريبِ بقبرهِ
لا شمعَ إلا ذاتَ ريحٍ ينطفىء
كانتْ حياتي كلَّها
من أينَ تنوي يا أنا أن نبتدىء
ضيِّقْ عيونَكَ جيِّدَا
كيفَ الأحبَّةُ أصبحوا
مثلَ النَّوارسِ شامةً
تمشي على خدِّ المدى
والصوتُ يرفضُ انْ يسافرَ وَحْدَهُ
فيعودُ نحوكَ لابسًا ثوبَ الصَّدى
ما في حدا
لا تندهي
ما في حدا
فيطيرُ سربٌ من حمامٍ أبيضٍ
ويعودُ غيما أسودَا
هذا الغريبُ شتاؤنا
من أين يا أمي ابتدا
وانا فؤادٌ مهترىء
من أين تنوي يا أنا أن نبتدىء
عاشَ الطفولةَ كلَّها
ما بينَ أغنامٍ وتيسْ
ينوي اللقاءَ بأختها
ويحبُّ ميسْ
ما ذنبُ ليلى في الهوى
إن جُنَّ قيسْ
في النحو لاتٌ سوفَ تأكلُ اِسمها
وتسيرُ معْ أخواتِ ليسْ
هذي البلاد كأنّها في البالِ ضيفْ
خلعَ الشتاءُ ثيابهُ ليصيرَ صيفْ
ولسوفَ نحفظُ درسنا
عن ظهرِ عاصمةٍ وسيفْ
فبأيِّ حزنٍ نبتدىء
قمْ يا أنا لنْ نتفقْ
آنَ الأوانُ لنفترقْ
جمال المصري